«أنشيلوتى».. رمية الزهر الأخيرة لـ«إبراموفيتش» فى تشيلسى

كتب محمد حجاج ٦/ ٦/ ٢٠٠٩

ربما يكون الشعور السائد حالياً بين أرجاء نادى تشيلسى الإنجليزى لكرة القدم، هو التفاؤل الشديد الذى عادة ما يسبق فجر اليوم الجديد، ولكن السؤال الذى مازال يفرض نفسه بقوة على النادى اللندنى، هو: ما الذى سيفعله إذا فشل مدربه الجديد الإيطالى كارلو أنشيلوتى فى قيادة فريقه الأول لتحقيق النجاح الأوروبى المنشود؟
وخلال الموسمين الماضيين مر على تشيلسى المدربون: جوزيه مورينيو ولويس فيليبى سكولارى وجوس هيدينك.
ومع ارتباط سير أليكس فيرجسون والإيطالى فابيو كابيللو بالعمل مع مانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا على الترتيب خلال المستقبل القريب، إلى جانب خفوت نجم السويدى سفن جوران إريكسون بعدما مر بفترات مليئة بالمشاكل فى مانشستر سيتى ومنتخب المكسيك،
فإن هذا يعنى أنه فى حالة فشل أنشيلوتى مع تشيلسى فلن يجد النادى الإنجليزى أى مدرب جديد له فى الفترة المقبلة، لأنه فى هذه الحالة سيكون تشيلسى قد استعان بالفعل بكل المدربين العمالقة فى أوروبا،
ولن يعد أمامه سوى المجازفة بتعيين وجه تدريبى جديد لم يحظ بعد بفرصته مع أحد الأندية الأوروبية الكبيرة الأخرى، ولكن تشيلسى قام بهذه المجازفة بالفعل من قبل مع إفرام جرانت، ليخوض تجربة مريرة معه اعتبرها الكثيرون كارثة حقيقية بالنادى.
والغريب فى الأمر أن إفرام جرانت أحرز مع تشيلسى أكبر معدل فى جمع النقاط على مستوى المباراة الواحدة فى تاريخ مسابقة الدورى الإنجليزى الممتاز، كما أنه قاد الفريق إلى نهائى بطولة دورى أبطال أوروبا حيث خسر أمام مانشستر يونايتد فى النهائى بعدما أخفق قائد تشيلسى جون تيرى فى تسجيل ضربة الجزاء الأخيرة لفريقه.
ولكن هذه هى المشكلة، فمدرب تشيسلى، شأنه فى ذلك شأن مدرب أى ناد آخر من بين أندية القمة المعدودة التى تسيطر على الكرة الأوروبية.. يجب ألا يحصل على مجرد نتائج جيدة فى الملعب وحسب ولكنه يجب أن يقود الفريق لتقديم عروض مقنعة وأن يتمتع بالقدرة على السيطرة على لاعبيه.
وما يثير قلق جماهير تشيلسى الآن، هو وجود وجوه تشابه كبيرة بين سكولارى وأنشيلوتى، فقد كان سكولارى يعانى من ثلاث نقاط ضعف رئيسية: لم يكن لاعبوه يتمتعون باللياقة البدنية الجيدة، وكان يلعب بخطة واحدة، وكان سبباً فى إضعاف معنويات بعض اللاعبين خاصة ديدييه دروجبا وفلورون مالودا.
وكان سكولارى سيئ الحظ ـ بالتأكيد ـ بإصابة لاعبيه الأساسيين جو كول ومايكل إيسيان، خاصة أن عودة اللاعب الغانى من الإصابة تزامنت مع تولى هيدينك قيادة الفريق، ولكن هذا لا يمنع أن سكولارى اعتمد بطريقة مبالغ فيها على خط دفاعه.
وبمجرد أن أدركت الفرق الأخرى هذا الأمر أصبحت مهمتها سهلة فى شغل مدافعى تشيلسى باللاعبين الذين يتميزون بطاقاتهم العالية وسرعتهم الكبيرة فى خطوطهم الهجومية.
وبالمثل، فقد انتقد أنشيلوتى كثيراً بسبب تمسكه بطريقة ٤/٣/٢/١ التى كانت موضوع رسالته أثناء دراسته للتدريب.
ولكن للحق، فإن هذه الطريقة تبدو مناسبة لتشيلسى فى الوقت الراهن، ومع وجود هذه القائمة من اللاعبين لديه، بشرط بقاء دروجبا بالفريق، وإن كانت المرونة مطلوبة أيضاً فى هذه الحالة.
ومن السهل أن يوصف دروجبا بأنه مجرد دجال متقلب المزاج لا يستحق بذل أى مجهود معه، ولكن يصح أيضاً فى الوقت نفسه التساؤل عما إذا كان سكولارى لم يُظهر القدر الكافى من التعاطف مع لاعب كان يصارع للتعافى من آثار عملية جراحية فى ركبته؟
ويمكن الإشارة هنا من جديد إلى أن هيدينك كان محظوظاً بتوقيت وصوله، ولكن ما ظهر واضحاً هو أن دروجبا لاعب مؤثر يستحق أن يتم التسامح معه فى بعض الأمور.
ولكن دروجبا شأنه فى ذلك شأن فرانك لامبارد ومايكل بالاك ونيكولا أنيلكا وديكو وريكاردو كارفاليو تجاوز الثلاثين، إلا أن هذا الأمر لا يتوقع أن يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لأنشيلوتى الذى تعامل مع فريق متقدم فى السن بميلان لسنوات،
ولكنه فى الوقت نفسه ربما يرجح احتمال إجراء عملية تجديد بصفوف تشيلسى هذا الصيف وهذا بدوره سيؤدى إلى المزيد من عدم الاستقرار وهو آخر ما يحتاجه تشيلسى الآن.[/size]